(سورة سبأ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِى ٱلْءَاخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَبِيرُ ﴿١﴾ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِى ٱلْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ ﴿٢﴾
115قصيدة الموت ارتبك | الرادود باسم الكربلائي
السبت، 30 يناير 2016
الجمعة، 29 يناير 2016
الـمـروءة الحسينية
الـمـروءة الحسينية
بقلم: الأستاذ يحيى كاظم الثعالبي
الحمد لله الذي شرفني بالمشاركة في ذكرى الإمام الشهيد الحسين بن علي ريحانة رسول الله وأبن بنته الزهراء البتول(صلوات الله عليهم)، هذه الذكرى التي أسيلت الدموع مدراراً وخشعت لها
الأبصار وتصدعت لمرارتها القلوب، وأطمأن بها الحق المسلوب، وأرتجف لهيبتها الباطل المدموغ هذه الذكرى التي تذكر المسلمين بحقيقة دينهم تلك الحقيقة التي طعنها في الصميم قوم لم يدخل الإيمان في قلوبهم فضلوا في مفاوز الظلم يتخبطون وأذيقوا العذاب في العاجلة لأنهم كانوا ظالمين، الحقيقة الإسلامية التي شملت كل شيء وعالجت كل أمر، وحققت للنفس الإنسانية طمأنينتها، فالإسلام دين التوحيد لتتحد القلوب والعقائد فتجتمع الآراء وتعمل للخير العام دين الإسلام ليسلم الناس من الإعتداء على نفوسهم وأعراضهم وحريتهم وما يملكون والإسلام دين الحق ليعطي كل ذي حق حقه، فإذا انكر التوحيد عدنا الى وثنية جاهلية حمقاء متفرقة مفرقة، واذا نقض الإسلام حطمتنا العداوات وأكلتنا الأطماع، واذا اغتصب الحق نهضت دولة الباطل وساء المصير، فلابد من الجهاد، وما ترك الإسلام الدنيا فوضى، ولا أراد الدين عبادة صماء وإنما أرادها دنيا عدل وسعادة ودين وأخوة وخير.
أيها المحتفلون لستم أول من بكى الحسين وذكرى الحسين، فأحب الحسين(عليه السلام)، سلو المنابر في بلاد المسلمين كافة تخبركم بمآثره، استنطقوا المساجد والمجالس والمعابد تعلمكم بجهاد بن علي(عليه السلام)، سلوا التاريخ يدهشكم بتضحية الحسين، اسمعوا الشعر، نشيد الزمن يفت أكبادكم في فاجعة ابن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)، إنه لذكر خالد.
يا ابن رسول الله أحبك الناس حباً روحانياً خالصاً لأنك أردت أن تنصر الحق فنصرته وتخذل الباطل فخذلته، والناس - يا سيدي - في كل مكان يبحثون عن الحق وينصرونه ويفجعهم الظلم فيقبحونه، وإن مروءتك يا مولاي دنيا فخر أولست الذي خطبت في جماعة الحر بن يزيد- وقد أرسل ليصدك عن دخول العراق - فقلت:أيها الناس، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، قال: (( من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعمل في عباد الله بالأثم والعدوان فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله...)).
يا سيدي، يقدسك عشاق الفضيلة لأنك حفظت عفاف أرينب زوجة عبد الله من فجور يزيد، ولأنك جمعت بين قلبين محبين كادت الرذيلة تحطمهما بتفريق.
أينسى الناس مروءتك - وأنت في أحرج المواقف - أولم تقل للذين جاؤا معك من المدينة وقد سمعت في طريقك بمقتل مسلم وهاني: (وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم أن ينصرف فلينصرف فليس عليه منا ذمام..!) فتفرق عنك من أردت له السلامة... وهل للمروءة صورة أوضح من صورة سيد مقدام لا يهاب الموت ولا يخشى الطعان، رابط الجأش ثابت الجنان يحف به فرسانه وهم قليل عديدهم، كثير عدوهم، يقف هذا السيد أمام جيش عدوه وهو موقن أنه مقتول، فيعلن مبدأه ويقول: (ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا ينهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء الله فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ ذلاً وندماً) إنه يود أن يكافح وحيداً إلاّ أنهم بايعوه على النضال.
تعالوا، معي لتروا بطل النهضة في صورة أخرى فقد سمعت زينب ما عزم عليه الحسين فنادت ( واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم) فجاء اليها الحسين(عليه السلام) ونصحها وختم نصيحته بقوله: (يا أخية إني اقسم عليك لا تشقي علي جيباً ولا تخمشي وجهاً ولا تدعي بالويل والثبور إن أنا هلكت).
ولم تكن مروءة الحسين(عليه السلام) وقفاً على أصحابه وأقربائه بل كانت إنسانية عامة حتى بلغ احسانه اعداءه فما من موقف وقفه إلاّ ذكرهم فيه ونصحهم ووعظهم خوفاً عليهم من عذاب شديد، فالحر الذي أرسله ابن زياد ومعه الف فارس لكي يقطع الطريق على الحسين كان هو وقومه قد أشرفوا على الهلاك، فامر الحسين(عليه السلام) أصحابه وفتيانه فقال: (اسقوا القوم ورشفوا الخيل ترشيفا) فكان من فضيلة هذه المروءة أن انحاز اليه الحر وكان من الشهداء... والمسوا هذه المروءة في ضمير الشهيد تجدوه يتفقد صرعى الطف، ويدفع عنهم ذئاب الطمع، وجنود الباطل، فذاك مسلم بن عوسجة الأسدي من انصاره خر صريعاً فمشى اليه الحسين - وكان به رمق - فقال: (رحمك الله يا مسلم بن عوسجة) انه يضمد قلباً امتلأ بالإيمان، إنه ليترحم لجندي باع دنيا ذل بأخرى عز وكرامة.
ورأى حسين النخوة(عليه السلام) زوجة الكلبي وهو يقاتل تحمل عموداً وهي مقبلة تقول (فداك أبي وأمي، قاتل دون الطيبين ذرية محمد...) فناداها الحسين(عليه السلام) وقال: (جزيتم من أهل بيتي خيراً أرجعي رحمك الله، فإنه ليس على النساء قتال...) ولما قتل الكلبي ذهبت إليه تمسح التراب عن وجهه وتقول له: ((هنيئاً لك الجنة..!)) فأمر شمر فشج غلامه رأسها بالعمود فماتت.. وكان حسين الرجولة(عليه السلام) يهجم على أعدائه لينتصر لأولئك الذين باعوا أنفسهم لله مشتاقين فيبدد عنهم جحافل الجبن والغدر.
ثم أنظروا هذا القائد المنافح الناصح المؤمن بالحق العامل على احقاقه بالروح وقد سقط على الأرض فأدركه طفل هو أبن أخيه فجاءه وغد من جيش يزيد وأهوى عليه بالسيف فصاح الطفل: (اتقتل عمي..!) فضربه الغاشم بالسيف وقطع يده فصرخ الغلام فأفاق الحسين(عليه السلام) من سكرة الموت وقال له: (يا ابن أخي أصبر على ما نزل بك فإن الله يلحقك بآبائك الطاهرين).
هذه مروءة الحسين(عليه السلام) وهذه نخوته وهذا جهاده الذي الدال دولة وهدم ظلماً، فهل نحن مؤمنون حقاً بالمروءة، ومتى نعمل..؟ أنكتفي بالدموع..؟ أنسير ظالمين مظلومين، وحتى متى..؟
الغدر وآثاره الدنيوية والأخروية
الغدر وآثاره الدنيوية والأخروية
بقلم الشيخ علي الفتلاوي
ما هو الغدر
الغدر هو نقض العهد وترك الوفاء به، فهو صفة ذميمة لا يتلبس بها إلا لئام الناس، بل هي صفة وحوش الحيوان كالذئاب، وصفة من لا دين له ولا مروءة، وصفة لا يتصف بها إلاّ من كان حقيراً بين الناس ذيلاً لرؤوسهم، عبداً لأحرارهم، فهي من الرذائل المهلكة، والشهوات الخبيثة التي ينفر منها العقلاء عند ذكرها، ويترفع عنها النبلاء عند التمكن منها لما لها من عاقبة وخيمة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا صاحبها مطلوب مكروه وفي الآخرة صاحبها مأخوذ بعذاب الله تعالى.
وحيث أن الغدر هو نقض العهد وخلف الوعد نجد أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الأشتر يؤكد على قباحة الغدر فيقول: «وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء، وارع ذمتك بالأمانة، واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت فإنه ليس من فرائض الله شيء الناس أشد عليه اجتماعا مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر، فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن بعهدك، ولا تختلن عدوك، فإنه لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي» (نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام: ج3، ص107).
آثار الغدر
مما لا شك فيه أن للذنوب آثاراً في الدنيا وجزاء في الآخرة، فيكون الغادر ممن خسر الدنيا والآخرة معا وهو الخسران الأكبر، ولقد ذكرت الأحاديث الشريفة الآثار القبيحة لهذه الصفة:1ــ إذا عمل الإنسان سيئة، تسجل في سجل أعماله سيئة واحدة إلاّ أن بعض الأعمال هي سيئة بذاتها ولها أثر أقبح منها ألا وهو مضاعفة السيئات كصفة الغدر وهذا ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: «الغَدْرُ يُضاعِفُ السَّيِّئاتِ».
2ــ أن الإنسان الغادر يفقد قيمته عند الناس وتناله المهانة من الله تعالى وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين بقوله: «جانِبُوا الغَدْرَ؛ فَإنَّهُ مُجانِبُ القُرآنِ». وعنه عليه السلام قال: «إيّاكَ وَالغَدْرَ؛ فَإنَّهُ أقْبَحُ الخِيانَةِ، وَإنَّ الغَدُورَ لَمُهانٌ عِنْدَ اللهِ».
3ــ وأرشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمته من خلال وصيته لأمير المؤمنين عليه السلام أن لا تغدر وتنتهك أمان الله تعالى بين عباده، وحثها على أن الصبر في الشدة والبلاء وضيق الأمور خير لها من أن تغدر فتنال العاقبة الوخيمة وهذا ما صرح به في قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي فيما عَهِدَ إليه: «وَإيّاكَ وَالغَدْرَ بِعَهْدِ اللهِ وَالإخْفارَ لِذِمَّتِهِ؛ فَإنَّ اللهَ جَعَلَ عَهْدَهُ وَذِمَّتَهُ أماناً أمْضاهُ سبَيْنَ العِبادِ بِرَحْمَتِهِ، وَالصَّبْرُ عَلى ضِيقٍ ترجو انْفِراجَهُ خَيْرٌ مِنْ غَدْرٍ تَخافُ أوْزارَهُ وَتَبِعاتِهِ وَسُوءَ عاقِبَتِهِ».
4ــ سيقف الناس يوم القيامة بين يدي الحكم العدل ألا وهو الله سبحانه فيحكم بينهم، ويقف الخصم أمام خصمه ويدلي بشهادته ومطالبه فيحكم الله تعالى للمظلوم على الظالم، ولكن بالنسبة للغادر سيكون الخصم معه ليس المغدور فحسب بل الله تعالى هو الخصم، أي يكون الحكم هو الخصم وهذا من أشد المواقف على الغادر فلذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «قالَ اللهُ تَعالى: ثَلاثةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطى بي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ باعَ حُرّاً فَاكَلَ ثَمَنُهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأجَرَ أجِيراُ فَاسْتَوفى مِنْهُ العَمَلَ وَلَمْ يُوَفِّهِ أجْرَهُ».
نصائح لابد منها
1ــ رغم قباحة الغدر إلاّ أنه يشتد قباحة عندما يكون مع أصحاب القوة والحكم لما له من آثار وخيمة على الغادر وهذا ما صرح به أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: «الغَدْرُ بِكُلِّ أحَدٍ قَبيحٌ، وَهُوَ بِذَوي القُدْرَةِ وَالسُّلْطانِ أقْبَحُ».2ــ إذا ائتمنك أخوك سراً لا يحق لك نشره والإعلان به؛ لأن ذلك نوع من أنواع الغدر، وهو الخيانة المقيتة فلذا ورد عن الإمام علي عليه السلام: «أقْبَحُ الغَدْرِ إذاعَةُ السِّرِّ».
3ــ الغادر لمهانته على الله تعالى لم يجعل الله تعالى له حرمة، ولم يكن له ذمام ولا يستحق الوفاء رغم أن الوفاء فضيلة ومنقبة لمن تحلى به، بل أن رد غدر الغادر بغدر مثله يعد من الوفاء؛ لأنه من المكر بالماكر وهذا ما يفهم من قول أمير المؤمنين عليه السلام: «الوَفاءُ لأهلِ الغَدْرِ غَدْرٌ عِنْدَ اللهِ، وَالغَدْرُ بِأهْلِ الغَدْرِ وَفاءٌ عِنْدَ اللهِ».
4ــ تحث الأحاديث الشريفة على تسمية الأشياء بأسمائها، كما دعت الناس إلى عدم الاشتباه في تغيير الحقائق، فلذا لا يحق للمؤمن أن يعدّ الغدر سلوكا عقلانيا، وأن لا يسميه ذكاءً وحذاقة، وحثت المؤمن على ذكر الله تعالى والالتزام بأوامره والانتهاء عن تواهيه وإن كان قادراً على فعل الحرام، وبخلاف ذلك يصبح المؤمن فاسقاً لا دين له، وهذا هو مضمون حديث أمير المؤمنين عليه السلام: «أيُّها النّاسُ، إنَّ الوَفاءَ تَوْأمُ الصِّديقِ، وَلاَ أعْلَمُ جُنَّةً أوْقى مِنْهُ، وَما يَغْدِرُ مَنْ يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ المَرْجِعُ، وَلَقَدْ أصْبَحْنا في زَمانٍ قَدِ اتَّخَذَ أكْثَرُ أهْلِهِ الغَدْرَ كَيْساً، وَنَسَبَهُمْ أهْلُ الجَهْلِ فيهِ إلى حُسْنِ الحِيلَةِ، ما لَهُمْ، قاتَلَهُمْ اللهُ؟! قَدْ يَرَى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجْهَ الحِيلَةِ وَدُونَها مانِعٌ مِنْ أمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، فَيَدَعُها رَأيَ عَيْنٍ بَعْدَ القُدْرَةِ عَلَيْها، ويَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لاَ حَرِيجَةَ لَهُ في الدِّينِ».
وعنه عليه السلام قال: «وَاللهِ ما مُعاوِيَةُ بِأدْهى مِنّي وَلكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ، وَلَولاَ كَراهِيَةُ الغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أدْهى النّاسِ، وَلكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرةٍ، وَكُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٍ، وَلِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ، وَاللهِ ما أُستَغْفَلُ بِالمَكِيدَةِ، ولاَ أُسْتَغْمَزُ بِالشَّديدَةِ».
5ــ إياك والفضيحة على رؤوس الأشهاد، فلقد ورد في الأحاديث الشريفة أن أهل الغدر سترفع لهم ألوية يعرفون من خلالها ويفتضحون بين أهل الحشر، فيعرف الغادر ومقدار غدرته وهذا ما أشارت إليه الأحاديث الشريفة: قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءً يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ».
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا جَمَعَ اللهُ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ يَوْمَ القِيامَةِ يُرْفَعُ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ، فَقيلَ: هذِهِ غَدْرَةُ فُلانِ ابنِ فُلانِ!».
وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا إنَّهُ يُنْصَبُ لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَوْمَ القِيامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ».
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لِكُلِّ غادِرٍ لِواءٌ يَوْمَ القِيامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، ألا وَلاَ غادِرَ أعْظَمُ غَدْراً مِنْ أميرِ عامّةٍ».
الحُسَيــن هو الحُسَيــن
الحُسَيــن هو الحُسَيــن
سادتي: ماذا تروني قائلاً في هذه الذكرى ؟ ذكرى ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) .. وهي لا تذهب عن الخاطر، ولا تند عن الفكر … كنا في العراق او خارجه، فشعاع النهضة الحسينية المثالية قد أنار ارواحنا، وزكى دماءنا منذ ان فتحنا اعيننا على هذه الدنيا.
وما زالت السيرة الرائقة تأخذ اللب، وتطفى على القلب حتى أحالت منا طيفاً يذهب حسرة عند التذكر، وخاطراً لا يرى في الوجود وما يداني تلك النهضة مجالاً وكمالاً … فلا جرم ان تهوىعند هذا كل دموع الحياة، وتتهافت كل (اهتمامات) ابن آدم، وتتفتح عوالم خيرة فريدة ذات الق ..! تسير في ركاب صاحبها حيثما يولي وجهه.
ماذا اقول ايها السادة - والحالة هذه ؟ ، ماذا اقول والذكرى لا تحول، بل ماذا اقول والى خطوات مني ما يقرب لي الذكرى جداً، على قربها، ويلف بها وجودي، ويذهب بي في طرفة عين الى كربلاء على بعد المزار، فيعقل الشوق لساني. هنا مسجد حسيني فاطمي قاهري بديع الجمال، عظيم الجلال، طالما تلألأت نفوسنا في رحابه يضم-في رأي بعض المؤرخين- رأس الحسين الشريف. فترى الناس في البكور والعشي تترى الى زيارته والتبرك به والنذر له والرجاء عنده بقلب خاشع وطرف دامع.
وان صاحب الذكرى لا يرضى لمريديه هنا وهناك الا ان يذكروه الذكر الجميل النافع –كما تفعلون الآن في احتفالكم المهيب الذي دعت اليه لجنة الشباب النجفي الكريم –الذي يهدف بهم الى الخير والحق وترك القشور. والتمسك بالفضائل ويحملهم على العبرة بسيرته المثالية الغراء والتقرب منها ويدلهم على درب الكرامة والحرية والرحمة في الحياة. وينير لهم طريق السعادة في الدارين.
سادتي: ان القول في الحسين – كالبحر - لا ينضب والعافية لا تتعب. ولكنني كلما ادرت خاطري على هذه الذكرى اريد ان اقول شيئاً … شط وانقطع؟
وحسبي فخراً انني عاجز عن القول. فالذكرى قد استوفت كل جوانب تفكيري وسدت علي الطريق ولم تدع لي منفذاً الج منه الى ما اريد … وكم انا بهذا سعيد.
قائمة تشغيل 63 مقطع التراث الحسيني الاصيل - بين اطفال وبين العيلة زينب محتارة بهالليلة - ابو بشير النجفي
الخميس، 28 يناير 2016
دُعَاءُ كَمِيلٍ . بَاسِمُ الْكَرْبَلائِيِ . كَامِلُ
قَائِمَةُ تَشْغِيلِ الدُّكْتورِ اِحْمَدْ الوائلي 164 حَلْقَةُ شَرْحِ قَوْلِهِ تُعَالَى | فَإِذَا فَرَّغْتِ فَاِنْصَبَّ وَإِلَى رَبِّكَ فَاِرْغَبْ
قَائِمَةُ تَشْغِيلِ السَّيِّدِ كَمَالِ الْحَيْدَرِ ي 110 مَقْطَعُ التَّوْحِيدِ فِي نَهْجِ الْبَلاغَةِ
قَائِمَةُ تَشْغِيلِ السَّيِّدِ كَمَالِ الْحَيْدَرِ ي 110 مَقْطَعُ التَّوْحِيدِ فِي نَهْجِ الْبَلاغَةِ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)